کد مطلب:352948 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:238

فیما یتعلق بالخلفاء الثلاثة أبوبکر و عمر و عثمان
إن أهل السنة والجماعة وكما قدمنا لا یسمحون بنقد وتجریح أی صحابی من

صحابته صلی الله علیه وآله وسلم ویعتقدون بعدالتهم جمیعا، وإذا كتب أی مفكر حر وتناول أفعال بعض الصحابة، فهم یشنعون علیه بل ویكفرونه ولو كان من علمائهم وذلك ما حصل لبعض العلماء المتحررین المصریین وغیر المصریین أمثال الشیخ محمود أبو ریة صاحب أضواء علی السنة المحمدیة وكتاب شیخ المضیرة وكالقاضی الشیخ محمد أمین الأنطاكی صاحب كتاب لماذا اخترت مذهب أهل البیت وكالسید محمد بن عقیل الذی ألف كتاب النصائح الكافیة لمن یتولی معاویة - بل ذهب بعض الكتاب المصریین إلی تكفیر الشیخ محمود شلتوت شیخ الجامع الأزهر عندما أفتی بجواز التعبد بالمذهب الجعفری. وإذا كان شیخ الأزهر ومفتی الدیار المصریة یشنع علیه لمجرد اعترافه بالمذهب الشیعی الذی ینتسب لأستاذ الأئمة ومعلمهم جعفر الصادق علیه السلام فما بالك بمن اعتنق هذا المذهب بعد بحث وقناعة وتناول بالنقد المذهب الذی كان علیه وورثه من الآباء والأجداد. فهذا ما لا یسمح به أهل السنة والجماعة ویعتبرونه مروقا عن الدین وخروجا عن الإسلام وكأن الإسلام علی زعمهم هو المذاهب الأربعة، وغیرها باطل. إنها عقول متحجرة



[ صفحه 174]



وجامدة تشبه تلك العقول التی یحدثنا عنها القرآن والتی واجهت دعوة النبی صلی الله علیه وآله وسلم وعارضته معارضة شدیدة لأنه دعاهم إلی التوحید وترك الآلهة المتعددة قال تعالی: وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب، أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب [ص: 5]. ولكل ذلك فأنا واثق من الهجمة الشرسة التی سوف تواجهنی من أولئك المتعصبین الذین جعلوا أنفسهم قوامین علی غیرهم فلا یحق لأحد أن یخرج عن المألوف لدیهم ولو كان هذا المألوف لا یمت للإسلام بشئ وإلا كیف یحكم علی من انتقد بعض الصحابة فی أعمالهم بالخروج عن الدین والكفر، والدین بأصوله وفروعه لیس فیه شئ من ذلك. بعض المتعصبین كان یروج فی أوساطه بأن كتابی ثم اهتدیت یشبه كتاب سلمان رشدی، لیصد الناس عن قراءته بل ویحهم علی لعن كاتبه. إنه الدس والتزویر والبهتان العظیم الذی سوف یحاسبه علیه رب العالمین وإلا كیف یقارن كتاب ثم اهتدیت الذی یدعو إلی القول بعصمة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم وتنزیهه والاقتداء بأئمة أهل البیت الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا بكتاب الآیات الشیطانیة الذی یشتم فیه صاحبه الملعون الإسلام ونبی الإسلام صلی الله علیه وآله وسلم ویعتبر أن الدین الإسلامی هو نفثة الشیاطین؟؟ فالله یقول: یا أیها الذین آمنوا كونوا قوامین بالقسط شهداء لله ولو علی أنفسكم [النساء: 135]. ومن أجل هذه الآیة الكریمة فأنا لا أبالی إلا برضاء الله سبحانه وتعالی ولا أخشی فیه لومة لائم ما دمت أدافع عن الإسلام الصحیح وأنزه نبیه الكریم عن كل خطأ ولو كان ذلك علی حساب نقد بعض الصحابة المقربین ولو كانوا من الخلفاء الراشدین لأن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم هو أولی بالتنزیه من كل البشر. والقارئ الحر اللبیب یفهم من



[ صفحه 175]



كل مؤلفاتی ما هو الهدف المنشود فلیست القضیة هی انتقاص الصحابة والنیل منهم بقدر ما هو دفاع عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وعصمته ودفع الشبهات التی ألصقها الأمویون والعباسیون بالإسلام وبنبی الإسلام خلال القرون الأولی التی تحكموا فیها علی رقاب المسلمین بالقهر والقوة وغیروا دین الله بما أملته علیهم أغراضهم الدنیئة وسیاستهم العقیمة، وأهواؤهم الخسیسة. وقد أثرت مؤامرتهم الكبری علی كتلة كبیرة من المسلمین الذین اتبعوا عن حسن نیة فیهم وتقبلوا كل ما رووه من تحریف وأكاذیب علی أنها حقائق وأنها من الإسلام ویجب علی المسلمین أن یتعبدوا بها ولا یناقشوها. ولو عرف المسلمون حقیقة الأمر لما أقاموا لهم ولا لمرویاتهم وزنا ثم إنه لو كان التاریخ یروی لنا بأن الصحابة كانوا یمتثلون أوامر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ونواهیه ولا یناقشونه ولا یعترضون علی أحكامه، وأنهم لم یعصوه فی أواخر أیام حیاته فی عدة أحكام، لحكمنا بعدالتهم جمیعا ولما كان لنا فی هذا المجال بحث ولا كلام. أما وأن منهم مكذبون ومنهم منافقون ومنهم فاسقون بنص القرآن والسنة الثابتة الصحیحة. أما وأنهم اختلفوا بحضرته وعصوه فی أمر الكتاب حتی اتهموه بالهذیان ومنعوه من الكتابة. ولم یمتثلوا أوامره عندما أمر علیهم أسامة، أما وإنهم اختلفوا فی خلافته صلی الله علیه وآله وسلم حتی أهملوا تغسیله وتجهیزه ودفنه واختصموا من أجل الخلافة فرضی بها بعضهم ورفضها بعضهم الآخر - أما وأنهم اختلفوا فی كل شئ بعده حتی كفر بعضهم بعضا ولعن بعضهم بعضا وتحاربوا فقتل بعضهم بعضا وتبرأ بعضهم من بعض أما وأن دین الله الواحد أصبح مذاهب متعددة وآراء مختلفة فلا بد والحال هذه أن نبحث عن العلة وعن الخلل الذی أرجع خیر أمة أخرجت للناس وأهوی بها إلی الحضیض فأصبحت أذل وأجهل وأحقر أمة علی وجه البسیطة تنتهك حرماتها وتحتل مقدساتها وتستعمر شعوبها وتشرد وتطرد من أراضیها فلا تقدر علی



[ صفحه 176]



دفع المعتدین ولا مسح العار عن جبینها. والعلاج الوحید فیما أعتقد لهذه المعضلة هو النقد الذاتی فكفانا التغنی بأسلافنا وبأمجادنا المزیفة التی تبخرت وأصبحت متاحف أثریة خالیة حتی من الزوار. والواقع یدعونا أن نبحث عن أسباب أمراضنا وتخلفنا وتفرقنا وفشلنا حتی نكتشف الداء فنشخص له الدواء الناجع لشفائنا قبل أن یقضی علینا ویأتی علی آخرنا. هذا هو الهدف المنشود والله وحده هو المعبود وهو الهادی عباده إلی سواء الصراط. وما دام هدفنا سلیما، فما قیمة اعتراض المعترضین والمتعصبین الذین لا یعرفون إلا السباب والشتائم بحجة الدفاع عن الصحابة، وهؤلاء لا نلومهم ولا نحقد علیهم بقدر ما نرثی لحالهم لأنهم مساكین منعهم حسن ظنهم بالصحابة وحجبهم عن الوصول للحقیقة فما أشبههم بأولاد الیهود والنصاری الذین أحسنوا الظن بآبائهم وأجدادهم، ولم یكلفوا أنفسهم جهد البحث فی الإسلام معتقدین بمقالة أسلافهم بأن محمدا كذاب، ولیس هو بنبی. قال تعالی: وما تفرق الذین أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البینة [البینة: 3]. وبمرور القرون المتتالیة أصبح من العسیر الیوم علی المسلم أن یقنع یهودیا أو نصرانیا بعقیدة الإسلام فما بالك بمن یقول لهم بأن التوراة والإنجیل اللذین یتدالونهما هما محرفان ویستدل علی ذلك بالقرآن، فهل یجد هذا المسلم آذانا صاغیة لدیهم؟ وكذلك المسلم البسیط الذی یعتقد بعدالة كل الصحابة ویتعصب لذلك بدون دلل فهل یمكن لأحد من الناس أن یقنعه بعكس ذلك؟ وإذا كان هؤلاء یطیقون جرح ونقد معاویة وابنه یزید وأمثالهم كثیر الذین شوهوا الإسلام بأعمالهم القبیحة فما بالك إذا كلمتهم عن أبی بكر وعمر وعثمان الصدیق والفاروق ومن تستحی منه الملائكة أو عن عائشة أم



[ صفحه 177]



المؤمنین زوجة النبی صلی الله علیه وآله وسلم وابنة أبی بكر والتی تكلمنا عنها فی فصل سابق بما رواه عنها أصحاب الصحاح المعتمدین عند أهل السنة وجاء الآن دور الخلفاء الثلاثة لنكشف عن بعض أفعالهم التی سجلها علیهم صحاح السنة ومسانیدهم وكتب التاریخ المعتمدة لدیهم لنبین أولا أن مقولة عدالة الصحابة غیر صحیحة وأن العدالة انتفت حتی عن بعض الصحابة المقربین. ولنكشف ثانیا لإخواننا من أهل السنة والجماعة بأن هذه الانتقادات لا تدخل فی السب والشتم والانتقاص بقدر ما هی إزالة للحجب للوصول إلی الحق كما أنها لیست من مختلقات وأكاذیب الروافض كما یدعی عامة الناس وإنما هی من الكتب التی حكموا بصحتها وألزموا أنفسهم بها.